انتشار أنفلونزا الخنازير حول العالم.. هل سيكون فرصة للسياحة الداخلية ؟

الأحد, 7 يونيو 2009
عمر ايمن - مصر


تعاني شركات الطيران والسياحة من الأزمة الاقتصادية منذ أشهر، بسبب انتشار وباء انفلونزا الخنازير الذي تسبب في تراجع أكبر عدد في الرحلات. واعتبر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" في بيان له نشر مؤخرا أن "القلق المتزايد بشأن أنفلونزا الخنازير قد يكون له اثر كبير على حركة" النقل الجوي، وأوضح الاتحاد الذي يضم 230 شركة طيران أي 93 في المائة من حركة النقل الجوي الدولية أن حركة نقل الركاب في مارس الماضي تراجعت بنسبة 11.1 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من عام 2008 بعد تراجع بلغ 10.1 في المائة في فبراير. وقال المدير العام للاتحاد الى جليوفاني بيسينياني من المبكر تقييم تأثير أنفلونزا الخنازير، لكن من المؤكد أن كل شيء من شأنه زعزعة ثقة المسافرين سيكون له أثر سلبي في نشاطنا.
وفي هذا الصدد تراجع عدد المسافرين في العالم في الشهرين الماضيين بنسبة 7.7 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من 2008، بحسب المنظمة العالمية للسياحة. وهو رقم يفوق توقعات المنظمة التي كانت تشير الى تراجع بنسبة 2 بالمئة في 2009. وبحسب منظمة السياحية العالمية فإنه في حال تحول وباء انفلونزا الخنازير الى جائحة فإن خسائر القطاع السياحي يمكن ان تبلغ 220 مليار دولار في 2009 و2010، مقابل 25 مليار دولار من الخسائر بسبب فيروس التناذر التنفسي الحاد الشديد (سي أر ايه اس) في 2003.
وقال الدكتور ناصر الطيار صاحب وكالة الطيار للسفر والسياحة :إن هذا الفيروس سيحول من توسيع دائرة الاختيار للسائح بالإضافة إلى ما سيلقاه السائح من إجراءات في المطارات أو الموانئ التي سيصل إليها من قبل السلطات الصحية للدول التي سيذهب لها، هذا الأمر سيسبب إزعاجا ربما يفضل الكثير عدم السفر بسببه. كما سيجعل من الدول الخالية من هذا الوباء مكانا مفضلا للسياحة مما يعني زيادة في الاجراءات الوقائية والحذر والترقب خوفاً من دخول أي مشتبه في مرضه.
وتوقع أن تكون السياحة في الشرق الاوسط بشكل عام عربية لعدة اسباب منها بدء بعض الدول العربية مثل مصر في اتخاذ قرارا بإعدام الخنزير مصدر المرض حتى تقضي على فرضية أن تكون مصدرا لهذا الوباء، خاصة وانها لم تشف من اثار المرض السابق انفلونزا الطيور، وكذلك رفع حالة الطوارئ المبكرة لدى دول المنطقة قبل وجود حالات للمرض أو وصول اي حالة اشتباه.
وحول وضع السياحة بصورة عامة في ظل الأوضاع العالمية الراهنة قال عادل التميمي وكيل اجياد للسياحة ان الوضع السياحي خلال 2009 مازال يعاني خاصة في ظل تواجد أزمة المال العالمية التي أثرت على قطاع السفر والطيران بسبب التخوف من المستقبل بالإضافة إلى فيروس أنفلونزا الخنازير الذي يزيد من عناء القطاع السياحي في الفترة المقبلة ليزيد تضرره وخاصة في الدول التي يعتمد اقتصادها على القطاع السياحي.
أما عادل الهيل المدير العام لسفريات آسيا فأكد أن هناك العديد من الدول العربية تعاني من هذا المرض ولابد أن تتخذ إجراءات حاسمة من أجل تفادي الأضرار الفادحة لهذا الفيروس القاتل والذي قد يصيب صناعة السياحة والسفر بمقتل بجانب أزمة المال العالمية والتي مازال القطاع السياحي يعاني من تبعاتها المدمرة.
وحول البلاد العربية الأكثر تضرراً من جراء هذا المرض القاتل قال الهيل : مصر تعاني بشدة من هذا الأمر ولابد لها من اتخاذ إجراءات سريعة لتفادي الآثار السلبية لهذا المرض أضاف الهيل أن السياحة المصرية قد تتأثر بصورة كبيرة بهذا الأمر المعدي ونادى بضرورة إعدام هذا الكائن بصورة سريعة من جميع الدول العربية من أجل المحافظة على الشعوب.
وتوقع الهيل أن تنخفض نسبة السياح إلى القاهرة إلى أكثر من 50 في المائة في حالة عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من الحكومة المصرية والتي مازالت تقدم التوصيات والنصائح دون أن تتخذ إجراءات حاسمة في هذا الأمر الحيوي والذي يتعلق بصحة المواطن المصري وحياته. وأضاف أن أكبر الدول تضرراً من جراء هذا الأمر هي التي تعتمد بصورة كبيرة على الخنازير وتوقع الهيل أن تصاب السياحة في هذه البلدان بشلل تام خلال موسم الصيف المقبل بسبب هذا الفيروس القاتل والذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ثم ينتقل بعد ذلك من الإنسان إلى الإنسان.
وعلى الصعيد المحلي اعلنت الهيئة العليا السياحة في المملكة انها بدأت في برامج مشجعة لكسب ثقة السياح بالسياحة الداخلية في جميع انحاء المملكة حيث بدأت العمل على اعداد برامج سياحية ونشر مكاتب لها للترشيد السياحي في جميع المناطق. وتوقع عبدالله الجهني نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لقطاع التسويق والإعلام، أن تسجل السياحة في المملكة خلال الصيف المقبل معدلات نمو لا تقل عن 5% مقارنة بصيف العام الماضي.
وأكد الجهني أن التوقعات تشير إلى أن تستقطب السياحة الداخلية خلال الصيف المقبل أعدادا كبيرة من السعوديين الذين سيفضلون قضاء إجازاتهم السنوية داخل المملكة عن السفر للخارج. وأشار الى أن هناك توقعات بقدوم أعداد كبيرة من العائلات الخليجية التي ترى في المملكة وجهتها الصيفية لهذا العام في ضوء الخوف من السفر للخارج بسبب أنفلونزا الخنازير، وتداعيات الأزمة المالية العالمية التي تضغط على العائلات لخفض نفقاتها.
وأوضح ان السياحة الداخلية عادة ما تشكل في جميع دول العالم بين 85 إلى 90 في المئة، لكن كثيرا ما ينصب الاهتمام على السياحة الخارجية التي لا تشكل 10 في المئة، ولهذا السبب تولي الهيئة اهتماما متزايدا بالسياحة داخل المملكة من خلال تنويع الفعاليات وتوفير المنتج السياحي المتكامل والجيد لجعل المملكة وجهة سياحية متميزة. من جهة اخرى قال أحمد حسين المدير العام لشركة ايفان للسفر والسياحة ان فيروس أنفلونزا الخنازير سيكون له تأثير كبير على قطاع السفر والطيران وأشار إلى أن الدول الأكثر تضرراً حتى الآن هي الدول الأوروبية والأمريكية والتي انتشر بها بصورة كبيرة ، مشيرا الى ان قطاع السياحة سيتضرر من جراء هذا الأمر الا ان المملكة في منأى عن هذا التضرر ، مبينا ان انشار المرض جاء في صالح السياحة.. وتوقع حسين أن ينخفض السفر إلى الدول الاخرى بنسبة قد تصل إلى 20% خلال فترة انتشار الوباء.
وقالت وكالة شهيناز للسياحة والسفر :إن نحو 75 في المائة من الزبائن الذين حجزوا للسفر للولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية من السعوديين اتصلوا وألغوا حجوزاتهم ونحو 30 في المائة منهم أعادوا جدولتها. وعبر مدير الوكالة بالمملكة داوود الفريحي عن خشيته من زيادة الخسائر في هذا القطاع، واحتمال توسعة لقطاعات أخرى وربط مخاوفه بما حدث عندما اندلع مرض "السارس" في العام 2003 في جنوب شرق آسيا، حيث انخفضت حركة السياحة والسفر بنسبة تتراوح بين 20 و70 في المائة، ونجم عنها خسائر مادية قدرت بنحو 18 مليار دولار.
وتراجعت مؤخرا أسهم شركات النقل الجوي ووكالات تنظيم الرحلات السياحية في البورصات إذ يخشى المستثمرون أن يلغي السياح ورجال الأعمال رحلاتهم، وألحق وباء الالتهاب الرئوي الحاد في عام 2003 خسائر جسيمة في قطاع السياحة إذ تراجع عدد المسافرين على الصعيد العالمي بنسبة 1.4 في المائة بحسب منظمة السياحة العالمية.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن شركات الطيران ستشهد خلال 2009 "إحدى أصعب السنوات في تاريخها". فهي تعاني انهيارا في حركة الشحن بسبب تقلص النشاط التجاري العالمي. يضاف إلى ذلك أن رجال الأعمال الذين كانوا يحجزون الأماكن الأغلى ثمنا بدأوا يشترون بطاقات سفر أقل تكلفة. وتوقع الاتحاد هبوطا في رقم الأعمال نسبته 12 في المائة ليصل إلى 467 مليار دولار، وكان رقم الأعمال في قطاع الطيران سجل تراجعا في عام 2001 بعد اعتداءات سبتمبر، وصلت نسبته إلى 6 في المائة

شكرا على الموضوع الجميل و مستنين جديدك