شهرة "توت عنخ آمون" إلى اكتشاف مقبرته كاملة عام 1922 فى "وادى الملوك" بالبر الغربى للأقصر، تلك المقبرة التى حوت روائع فنية وكنوزا أثرية ليس لها مثيل، والتى تدل على ما وصلت إليه الفنون المصرية من تقدم. والآن تعرض محتويات مقبرة "توت عنخ آمون" فى المتحف المصرى بميدان التحرير بمدينة القاهرة.
5- الملك رمسيس الثانى Ramses II
هو من أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة. بدأ "رمسيس الثانى" عصراً جديداً سُمى "عصر الإمبراطورية الثانية"، وعمل على إحياء النفوذ المصرى فى بلاد الشام الذى كان قد ضعف بعد ثورة "أخناتون" الدينية. وتعتبر حروبه آخر المجهودات الحربية التى بذلها ملوك الدولة الحديثة
معركة قادش
قام ملك الحيثيين بعقد محالفات مع أمراء المدن السورية ضد مصر، فأعد "رمسيس الثانى" جيشاً بلغ 20,000 مقاتل، وسار الجيش مخترقاً شبه جزيرة سيناء وفلسطين، والتقى بالحيثيين وانقض عليهم وهزمهم شر هزيمة. اضطر ملك الحيثيين بسبب هزيمته إلى طلب الصلح، ووافق "رمسيس الثاني".
أقدم معاهدة دولية فى التاريخ
عاود ملك الحيثيين بعد معركة قادش إثارة الاضطرابات مرة أخرى ضد مصر فى بلاد الشام، فحاربه "رمسيس الثانى" واستمرت الحرب مدة خمسة عشر عاماً إلى أن طلب ملك الحيثيين الصلح. عقدت بين "رمسيس الثاني" وملك الحيثيين معاهدة تحالف وصداقة تعهد فيها كل منهما للآخر بعدم الاعتداء، وإعادة العلاقات الودية، ومساعدة كل منهما للآخر فى حالة تعرضه لهجوم دولة أخرى. وتعد هذه المعاهدة أقدم معاهدة دولية مكتوبة فى التاريخ. ومن نصوص هذه المعاهدة: "لا تسمح الآلهة بعداء بين البلدين، لن يعتدي عاهل خيتا على أرض مصر …، ولن يعتدي رمسيس على أرض خيتا …".
نهاية الدولة الحديثة
بعد انتهاء حكم الملك "رمسيس الثالث" ضعفت البلاد نتيجة لضعف الملوك وتدخل كهنة "آمون" بطيبة فى شئون الحكم، وتعرضت البلاد للأخطار الخارجية. استطاع كبير كهنة الإله "آمون" تولى الحكم وأن يعلن نفسه ملكاً، وبذلك انتهى عهد الدولة الحديثة عام 1085
تتبع تاريخ مصر الفرعونية من تقسيمات المؤرخين القدامى
أو المحدثين فقد قسم المؤرخ المصري القديم مانيتون تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثين أسرة حكمت
مصر علي التوالي واختلفت مواطن حضارتها بين أهناسيا وطيبة ومنف وأون ، أما المؤرخون
المحدثون فقد قسموا تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : الدولة القديمة ، والدولة
الوسطي والدولة الحديثة .
العصر التاريخي (3200 - 2980 ق . م
عاش القدماء في قبائل ، ثم نشأت في مصر مملكتان الأولي في الوجه البحري عاصمتها " يوتو "
واتخذت شعاراً لها " البردي " وهذه المملكة هي التي وضعت التقويم المصري القديم ، المملكة الثانية
في الجنوب وعاصمتها " نخن " وشعارها "اللوتس" .
استطاع الملك مينا مؤسس الأسرة الأولي أن يوحد الجنوب والشمال تحت حكمه ، واتخذ من مدينة
منف (ومكانها الآن قرية ميت رهينة بالبدرشين بالجيزة) عاصمة له ومركزاً إدارياً لأول دولة في العالم تقوم علي حكومة مركزية وجهاز منظم في الإدارة والقضاء والتعليم والشرطة والجيش .
وعمل مينا علي محاربة القبائل الليبية لكثرة غزواتهم غرب الدلتا وهزمهم كما اتجه إلى الجنوب
وحارب النوبيين وأخذ جزءا من أراضيهم ، ومات الملك مينا بعد فترة طويلة من حكمه ، وخلفه حكام
أقوياء تم في عهودهم استخراج المعادن من مناجم سيناء واستطاع ملوك الأسرتين الأولي والثانية
العمل علي تقدم البلاد ، وتطورت هندسة العمارة وراجت التجارة في عهودهم .
عصر الدولة القديمة 2980 - 2475 ق . م
بدأ عصر الدولة القديمة في مصر مع حكم الأسرة الثالثة وانتهت في أواخر الأسرة السادسة وامتازت هذه الدولة باتساع مواردها المالية الداخلية وتبلورت خلالها مبادئ الحكم المركزي والإدارة الإقليمية
واستقرت فيها خصائص الطابع المصري في فنون النحت والنقش وأساليب العمارة ، وبدأ عصر بناة الأهرامات من ملوك مصر مع الملك " زوسر " حين بني هرم سقارة ، يعد الملك " سنفرو " مؤسس الأسرة الرابعة وأول من استخدم الأسطول النهري لتقوية الإدارة في الداخل ، كما أرسل أسطولاً تجارياً
بحرياً إلى سواحل الشام وشيد هرم " ميدوم " وكثرت في عهده الإصلاحات وتأمين البلاد من الغزاة .
وتدل عظمة الأهرامات علي ما بلغه ملوك تلك الأسرة من قوة وسلطان وعلي ما كانت عليه الحكومة
من تنظيم ودقة ورقي العمارة في مصر القديمة في فن الهندسة والبناء .
ومع تأسيس حكم الأسرة الخامسة الملك أوسر كاف انتشرت
عبادة الشمس "رع" وبنيت المعابد لها
حول الأهرامات ، ومع حكم الأسرة السادسة بدأت تتضاءل عبادة " رع " ومن ملوكها " الملك بيبي "
الذي قام بحروب كثيرة في الجنوب وطرد "بدو" آسيا من سيناء كما قام بحملة لتأمين حدود مصر وطرد
الغزاة الذين احتلوا فلسطين لمنع الخطر عن البلاد ، خلفه في الحكم الملك " مرنرع " و"بيبي الثاني"
آخر ملوك الأسرة السادسة العظماء .. فقد توالي علي الحكم ملوك ضعفاء وأخذت النزعة اللامركزية
تعود للبلاد وانتشرت الحروب بين حكام المقاطعات ، فسقطت الأسرة السادسة وانتشرت الفوضي في
البلاد وعادت إلى ما كانت عليه قبل توحيدها في عهد الملك مينا وجرت محاولة لإعادة الوحدة للبلاد
بإقامة حكومة مركزية في منف (الأسرة السابعة) وتلتها الأسرة الثامنة ، وحكمت الأسرتان البلاد نحو
قرن من الزمان ثم انتقل الحكم إلى أمراء إهناس في بني سويف وأسسوا حكم الأسرتين التاسعة
والعاشرة حيث انتعشت فيه البلاد مرة اخري .
عصر الدولة الوسطي (2160 - 1580 ق . م
مع تولي الأسرة الحادية عشرة الحكم ، اتخذ ملوكها من طيبة (الأقصر الآن) عاصمة لهم وحكمت لمدة
160 سنة وتم في عهد هذه الأسرة استعادة وحدة البلاد .
وفي عصر الأسرة الثانية عشرة الذي يعد من أزهي عصور الدولة الوسطي حيث ساد الرخاء والأمن وتقدمت , وازدهر الأدب في فن القصة وشيد المهندسون والفنانون تراثاً رائعاً من فنون العمارة
والهندسة والنحت انتشر في الأقصر ودندرة والفيوم وعين شمس .
وأشهر ملوك هذه الأسرة (أمنمحات) الذي اهتم بأحوال الفلاحين وأمَّن حدود مصر الجنوبية وطرد البدو
الآسيويين من شرق الدلتا ، وتوفي عام 1970 ق . م وتولي الحكم بعد "امنمحات " ابنه (سنوسرت
وسيطر علي النوبة بأكملها وأقام مسلة عين شمس الموجودة للآن ، وتولي بعده (سنوسرت الثالث
الذي شق قناة تصل النيل بالبحر وبني تحصينات دفاعية عن جنوب البلاد وحكم مصر 38 عاماً .
ومع تولي الملك أمنمحات الثالث تم تنظيم المناجم في سيناء وعمل علي توسيعها وتطوير سد اللاهون
وأقام مقياساً للنيل ، وبني قصراً كبيراً عرف فيما بعد "اللابرنت" أي قصر التيه نظراً لاتساعه وتعدد
الحجرات والدهاليز والممرات فيه .
وحكم أمنمحات الثالث البلاد لمدة خمسين عاماً ومات عام 1801 ق . م ودفن في هرمه بدهشور
وتولي بعده ملوك ضعاف لم يستمر حكمهم أكثر من 12 سنة سقط بعدها حكم الأسرة الـ 12 التي
حكمت مصر لمدة 213 سنة .
مع تولي الأسرة الثالثة عشرة حكم مصر بدأ عصر الفتن والاضطرابات الداخلية يسود البلاد وعادت
نزعة اللامركزية والتفكك تسيطر عليها وفي أواخر حكم هذه الأسرة تعرضت البلاد لغزو "
الهكسوس " حوالي 1657 ق . م (وهم الرعاة الآسيويون) واتخذوا من أواريس أو هوارة عاصمة
لهم وسط مصر وأبقوا الأسرتين 13 ، 14 ملوكاً علي مصر مع الاكتفاء بخضوعهم ثم قاموا هم
بتأسيس الأسرتين 15 ، 16 ولم يزد حكمهم علي 150 عاماً .
وهكذا انتهي عصر الدولة الوسطي الذي شاعت فيه عبادة الإله رع وصار اسمه "أمون رع " واعتقد
المصريون في البعث وفي حساب الانسان علي أفعاله بعد موته ، وفي العمارة قلت اهتمامات الفراعنة ببناء الأهرامات وأصبحت تبني بالطوب اللبن واستمر في النحت والنقش والتصوير وصناعة الحلي في
الازدهار ، كما كثر اهتمام الناس بالأدب وخاصة القصص الديني والأسطوري .
عصر الدولة الحديثة (1580 - 1150 ق . م
عندما تولي الملك أحمس الأول (مؤسس الأسرة 18) اتجه شمالاً وحاصر أواريس عاصمة الهكسوس
وطردهم منها وتعقبهم حتى فلسطين وقام بحروب في بلاد الشام ثم عاد إلى جنوب مصر وأعاد إخضاع
النوبة وأحكم سيطرته علي البلاد ، وخلفه ابنه إمنمحتب الذي قضي علي الفتن الداخلية في البلاد حيث
أخضع ثورة النوبيين ورد الليبيين عن غرب الدلتا وحكم بعده تحتمس الأول ثم الملكة "حتشبسوت "
التي شيدت معبد الدير البحري في سفح جبل طيبة الغربي وأرسلت أضخم أسطول بحري للتجارة إلى بلاد
بونت مكوناً من 50 سفينة ، ومن آثارها مسلة معبد الكرنك وتولي الحكم بعدها أخوها تحتمس الثالث
والذي كان يشاركها الحكم وعندما انفرد بالسلطة غادر البلاد في طريقه إلى فلسطين لتأمين حدود مصر
وهزم الأعداء في موقعة مجدو بقيادة أمير قادش .
وأصبحت مصر في ذلك الوقت صاحبة النفوذ في غرب آسيا ومدن فلسطين وسوريا وجزر البحر
المتوسط حتى سمي عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي وعصر الامبراطورية .
وكانت طيبة عاصمة العالم القديم تتدفق عليها خيرات افريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد إليها كل
عام رسل من جميع البلاد التي تحت سلطانها ، ولم يدخر تحتمس الثالث جهداً في تزيين طيبة فبني فيها
المعابد والهياكل والمسلات في الكرنك وجبانة طيبة وأرجاء الوادي ومعابد دنقلة ، ومات تحتمس
الثالث بعد أن حكم البلاد مدة 54 عاماً (1490 - 1436 ق . م) واستطاع خلفاؤه أن يحافظوا علي
الإمبراطورية وأخمدوا ثورات الدويلات الآسيوية والنوبة وكان الملك أمنحتب الثالث أقوي أحفاد
تحتمس الثالث في سياسته الخارجية ، وبعد موت الملك أمنحتب الثالث تولي اخناتون الحكم وكان شديد
الولع بأمور الدين وأحدث ثورة دينية حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ
للبلاد عاصمة جديدة "اخيتاتون" ومع انشغاله بنشر مذهبه الديني الجديد سقطت إمبراطورية مصر في
الشام علي يد الحيثيين وتولي الحكم بعده توت عنخ آمون الذي مات بعد سنوات قليلة من حكمه وسقط
معه حكم الأسرة 18 .
وتولي الحكم رمسيس الأول مؤسس الأسرة 19 الذي استطاع استعادة فلسطين وطرد الليبيين من غرب
الدلتا وأصلح معابد آمون والكرنك وأنشأ مقابر وداي الملوك ، ولما خلفه رمسيس الثاني استعاد
الإمبراطورية الآسيوية واستعاد مكانة مصر أيام مجدها الحربي .
ومع اتساع الإمبراطورية المصرية ، زاد عدد الوافدين إلى مصر من الآسيويين واختلطوا بالمصريين
وخلف رمسيس الثاني في ذلك العهد أشهر معابد قدماء المصريين (الرمسيوم) ووصف حروبه مع
الحيثيين علي جدرانه وأتم بناء معبد الكرنك وأقام المسلات المتعددة ، وتوفي رمسيس الثاني وخلفه
ابنه منبتاح عشر سنوات فحافظ علي ملك أبيه ثم مات سنة 1215 ق . م وتولي بعده ملوك ضعاف إلى
ان تولي رمسيس الثالث مؤسس الأسرة العشرين حيث قام بطرد سكان جزر البحر المتوسط من الدلتا
وطردهم من سوريا وأعاد مجد الإمبراطورية .
ولما استقر الأمن التفت إلى البناء وأشهر ما أقامه معبد مدينة هابو وانتعشت في عهده التجارة ومات بعد ان حكم البلاد 31 عاماً ، ثم تولي الحكم الكهنة لمدة 150 عاماً وحل الضعف في الإمبراطورية وفقدت مصر سلطانها علي سوريا وفلسطين ولم يبق لها سوي بلاد النوبة .
وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى الأسرة 28 لاحتلال من الآشوريين عام 670 ق . م ثم الفرس حتى انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر
فنون الحضارة الفرعونية :
العمارة
برع المصريون في فن العمارة وآثارهم الخالدة خير شاهد علي ذلك ففي الدولة القديمة شيدت
المصاطب والأهرامات وهي تمثل العمائر الجنائزية ، وأول هرم بني هو هرم زوسر ، ثم هرم ميدوم إلا
أن أشهرها جميعاً اهرامات الجيزة الثلاث وتمثال أبو الهول وشيدت في عهد الأسرة الرابعة وبلغ عدد
الأهرامات التي بنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرماً .
ثم بدأ انتشار المعابد الجنائزية في عصر الدولة الوسطي واهتم ملوك الأسرة ألـ12 بمنطقة الفيوم
بأعمال الري فيها ، وأشهر المعابد التي أنشأها ملوك هذه الأسرة معبد "اللابرانت" أو قصر التيه كما
سماه الإغريق والذي شيده الملك أمنمحات الثالث في هوارة كما شيد القلاع والحصون والأسوار علي
حدود مصر الشرقية .
ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون
الدقيقة التي تظهر علي حوائط بعض المعابد الضخمة ، المتنوعة التصميمات كمعبد الكرنك ومعبد
الأقصر وأبو سمبل .
ويعتبر عهد تحتمس الأول نقطة تحول في نقاء الهرم ليكون مقبرة ونحت مقابر مختفية في باطن الجبل
في البر الغربي بالأقصر تتسم بالغني والجمال في أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك بوضوح في مقبرة الملك
توت عنخ آمون .
وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ علي نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزاً
بسيطاً حتى لا تتعرض للضياع او التشويه وآخر ما اكتشف من مقابر وادي الملوك مقبرة أبناء
رمسيس الثاني التي تعد من أكبرها مساحة وتحتوي علي 15 مومياء .
أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام في ازدواج أمام مداخل المعابد وهي منحوتة من الجرانيت ، ومن
أجمل أمثلة عمائر عصر الامبراطورية المصرية القديمة معابد "أسوان" و"خوفو" و"الكرنك"
و"الأقصر" و"الرمسيوم" و"حتشبسوت" بالبر الشرقي والمعابد المنحوتة في الصخر مثل " أبو
سمبل الكبير " و"أبو سمبل الصغير" ، وظهرت اتجاهات جديدة في فنون العمارة والفنون التشكيلية
والتطبيقية وظهرت بصورة واضحة في فن نحت التماثيل الضخمة والصغيرة وزخرفة أعمدة المعابد
والنقوش الجدارية .
الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار ،
ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الانسانية في اختراع الكتابة التي سماها الاغريق بالخط
الهيروغليفي وتتكون الابجدية الهيروغليفية من 24 حرفاً ، واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود
أو الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي .
وبرع المصريون في الأدب الديني الذي تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار
الكون والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد من أقدم أمثلة الأدب الديني " نصوص
الأهرامات " و"كتاب الموتي" .
لما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم
واحتفالاتهم وتقاليدهم .
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا
لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديد من الأدباء والحكماء المثقفين المصريين الذين
تركوا لنا أعمالاً تدل علي مدي رقي الفكر والثقافة في مصر .
الموسيقي
أحب المصريون الغناء والموسيقي واستخدموها في تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة
وخاصة في الجيش وكذلك في الصلوات ودفن الموتي ، وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة
آلات النفخ والوتريات مثل " الهارب )" اسمها الفرعوني تيبوني( وابتدعوا أنماطاً وأشكالاً من الآلات
التي تؤدي الايقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم .
التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستخدمت
العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي والنخيل وزهرة اللوتس كما استخدموا الأحجار الكريمة
، وحرصت المرأة بصفة خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلى اخري وكانت تصنع من الكتان الناعم أو من
الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات .