اثبت منتخب مصر الوطني للعالم انه فريق المهام الصعبة علي غرار سلسلة
أفلام "مهمة مستحيلة" بعد أن شاهد جميع محبي وعشاق كرة القدم منتخب بهر
الكرة الأرضية من أقصاها إلي أدناها علي الرغم من خسارته من البرازيل بطلة
العالم وحامل كأس القارات التي شهدت شهادة ميلاد جديدة لهذا الجيل من
اللاعبين.
ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع أن تخرج مباراة مصر والبرازيل بهذا
الشكل للدرجة التي جعلت البعض يكرر السؤال المعتاد قبل أي مباراة شبيهة
بتلك.. كم ستخسر مصر؟ وهو السؤال الذي بات طبيعيا أن يتردد طوال الفترة
الماضية وهو شيء متوقع نظرا لفارق الاسم والتاريخ والإمكانات ولكن أبناء
مصر كانوا في الميعاد وعلي قدر المسئولية.
ابوتريكة يعطي التفوق لمصر في ملعب البرازيل
وبالرجوع لتلك المباراة نجد أن التفوق المصري كان غالبا طوال
المباراة، بالنظر إلي عدد التمريرات التي هي المرض المزمن للكرة المصرية
نستطيع ان نستنتج مدي هذا التفوق، فالفراعنة استطاعوا امتلاك الكرة في أول
عشرين دقيقة بفارق كبير عن البرازيل ووصل هذا الفارق إلي 60% لمصر مقابل
40% للبرازيل.
وظل التفوق المصري طوال المباراة وان قل بعض الشيء بمرور الوقت
وهذا أمر طبيعي نظرا للجهد الذي يقل كلما مر الوقت بجانب قوة المنافس،
فوصل الاستحواذ علي الكرة مع الدقيقة 40 من الشوط الأول إلي 58% لمصر
مقابل 47% للبرازيل وهو بالطبع نتيجة طبيعية لتقدم البرازيل في هذا الشوط
3-1.
وصل عدد التمريرات الصحيحة المؤثرة طوال المباراة لمنتخب مصر
لأكثر من 434 تمريرة بنسبة 85% تمريرة صحيحة كان بطلها النجم محمد
ابوتريكة مقابل 405 للبرازيل بنسية 83% وهو ما يبين مدي الانسجام والتعاون
في الأداء الجماعي المصري الذي شاهدنا فيه ظاهرة جديدة وهو اللعب من لمسة
واحدة في فترات كثيرة وبالأخص في الهدفين الثاني والثالث.
وكان لأحمد فتحي الدور الأبرز في دفاع مصر حيث استطاع إنقاذ ما
يقرب من 7 كرات خطيرة من الجانب الأيمن لمصر، واستطاع ابوتريكة أن يقود
فريقه علي أحسن ما يكون حيث كان "بخيلا" بلغة كرة القدم في تقديم الكرة
كهدية لمدافعي البرازيل وتمكن من التسلم والتمرير وصناعة الفرص بمنتهي
الحرفية ووصلت تمريراته الصحيحة المؤثرة إلي ما يقرب من 44 تمريرة (81%)
وهو رقم كبير بالنظر لقوة المنافس.
ميلو وزيدان أصحاب الضربات الحاسمة
في المقابل، اعتمدت البرازيل علي استغلال المساحات التي ظهرت في
منتصف ملعب مصر نظرا للضغط الهجومي الذي سبق ذكره، ونتج عن هذا عدد قليل
من التمريرات لراقصي السامبا ولكنها كانت حاسمة وتصل بهم إلي مرمي عصام
الحضري من اقصر الطرق وهو بالطبع نوع من أنواع التفوق.
وكان النجم الذي لا يهدأ فيليبي ميلو هو رجل البرازيل الأول
بتمريراته الحاسمة والدقيقة والتي وصلت إلي 50 تمريرة صحيحة (84%) قبل أن
ينخفض مستوي البرازيل طوال الشوط الثاني الذي امتلكه المصريون وهددوا مرمي
خوليو سيزار حارس مرمي انترناسيونالي الايطالي والذي استطاع إنقاذ ثلاثة
أهداف مؤكدة بخلاف الثلاث أهداف التي سكنت شباكه.
وعاد النجم الساطع محمد زيدان للظهور من جديد في المحافل
العالمية، فهو لاعب مزعج ولا يكل ولا يمل من مناوشة أي دفاع واستطاع إحراز
هدفين من الثلاثة بفضل تحركاته الواعية والمؤثرة والتي تتيح لصانع الألعاب
تمرير الكرة في اتجاهه بسهولة ويسر مثلما حدث في الهدف الثالث لمصر والذي
وضعت تمريرة ابوتريكة السحرية زيدان منفردا.
وعلي الرغم من تسجيله هدفا مؤثرا، كان محمد شوقي أكثر اللاعبين
المصريين فقدا للكرة بسبب بطأ التحرك ورؤية العين، ففقد الكرة ومررها خطأ
أكثر من 11 مرة، ففريق مثل البرازيل لا يتيح الفرصة لأي لاعب مجرد التفكير
قبل التمرير وان كان شوقي قد أدي ما عليه لكن ينقصه سرعة التخلص من الكرة.
صراع التفوق بين مصر والبرازيل
تفوقت البرازيل في عدد التسديدات علي المرمي، فكانت الكرات التي
سددها لاعبو البرازيل سبعة أنقذ الحضري أربعة وسكنت شباكه ثلاثة منها ركلة
جزاء، فيما سدد لاعبو مصر ست مرات أنقذ سيزار ثلاث وسكنت شباكه مثلها،
فيما تفوق منتخب مصر في عدد التصويبات خارج الخشبات الثلاث (خمس لمصر
مقابل 3 للبرازيل).
ووصل عدد الركنيات التي تمثل صداع في رأس حسن شحاتة المدير الفني
لمصر إلي 5 ركنيات للبرازيل مقابل 3 لمصر، وتمكن البرازيليون من تسجيل هدف
من إحداها، بينما سجلت راية المساعدين حالتي تسلل فقط، وإنذارا وحيدا
وحالة طرد كانت جميعها من نصيب منتخب مصر.
يبقي الإشارة إلي ان مع انتهاء لقاء مصر والبرازيل المثير، ظهر
تفوق مصر في الإحصائية العامة للمباراة باستحواذ الفراعنة علي الكرة طوال
36 دقيقة داخل الملعب في مقابل 32 دقيقة للبرازيل، وهو ما أعطي الأفضلية
لمصر في نتيجة الاستحواذ مع نهاية المباراة بـ53% مقابل 47% للبرازيل.