Kapo *عضو ماسى*
المشاركات : 665 نقاط : 6808 المدينة : الهرم المهنة : الهواية : مزاجك ايه النهاردة : البلد :
| موضوع: نســـاء في حيـــاة نجــــيب محفـــــــوظ 2011-02-14, 5:06 pm | |
| أحب بنت الجيران ورفض قريبته لثرائها نســـاء في حيـــاة نجــــيب محفـــــــوظ محفوظ في شبابه
دأت علاقة نجيب محفوظ بالمرأة في سن مبكرة، ففي سنوات طفولته الأولى التي أمضاها في الجمالية كان متاحا له وللصبيان اللعب مع البنات من نفس أعمارهم، وخاصة في شهر رمضان.. في هذا الجو الطفولي عاش أول قصة حب، وكانت قصة ساذجة وبريئة انتهت بمجرد انتقاله إلى العباسية.
في العباسية عاش محفوظ أول قصة حب حقيقية في حياته، يقول في كتاب "نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته" الذي أعده الناقد الراحل رجاء النقاش "هي قصة غريبة مازلت أشعر بالدهشة لغرابتها كلما مرت بذهني، وكنت أيامها على أعتاب مرحلة المراهقة. وقبل أن أدخل هذه التجربة كانت علاقتي بالبنات لا تزيد على مداعبات تتجاوز الحد أحيانا. وكانت هذه التجاوزات البريئة تصطدم بالإحساس الديني وهو على أشده في تلك الفترة. لدرجة أنني كنت أتوجه بالتوبة إلى الله يوميا، وأعيش في عذاب مستمر من تأنيب الضمير. واستمرت هذه الحالة حتى رأيتها. كنت ألعب كرة القدم في الشارع مع أصدقائي، وكان بيتها يطل على المكان الذي نلعب فيه. وأثناء اللعب شدني وجه ساحر لفتاة تطل من الشرفة. كنت في الثالثة عشرة من عمري، أما هي فكانت في العشرين، فتاة جميلة من أسرة معروفة في العباسية. رأيت وجها أشبه بلوحة "الجيوكندا" التي تجذب الناظر إليها من اللحظة الأولى. ربما جذبني إليها بالإضافة إلى جمالها أنها كانت مختلفة عن كل البنات اللائي عرفتهن قبلها. لم تكن فتاة تقليدية مثل بنات العباسية، بل كانت تميل إلى الطابع الأوروبي في مظهرها وتحركاتها، وهو طابع لم يكن مألوفا آنذاك.
ظل حبي قائما لهذه الفتاة الجميلة من بعيد ومن طرف واحد، ولم أجرؤ على محادثتها أو لفت انتباهها إلى حبي الصامت، واكتفيت منها بمجرد النظر. وكانت متعتي الكبرى أن أجلس بعد انتهاء مباراة كرة القدم قبيل المغرب، وأوجه نظري صوب الشرفة التي تقف فتاتي فيها، وأطيل النظر إلى وجهها الجميل. استمر الحب الصامت لمدة عام كامل. وكم كان حزني شديدا عندما تزوجت فتاتي وانتقلت إلى بيتها الجديد.
كنت أعلم أن ارتباطي بها شبه مستحيل، رغم ذلك همت بها حبا، وصبرت على الصمت عاما كاملا دون أن أظفر بأي فرصة للحديث معها، وصدمت لزواجها بشدة. انقطعت عني أخبارها، ومضت الأيام وبدأ حبها يخفت وتنطفئ نيرانه، خاصة بعد أن تخرجت من الجامعة وانشغلت بالوظيفة وبحياتي الأدبية ثم زواجي بعد ذلك. إلا أن حبي لها لم يهدأ أبدا، وظلت آثاره عالقة بقلبي وذاكرتي. | |
|