المرأة المسلمة والعقل
العقل بالنسبة للمرأة بصفة عامة والمرأة المسلمة بصفة خاصة هو السبيل الأصدق إلى سعادتها في الحياة .. وفي الآخرة أيضا ..
ولنا في التاريخ قصصا تحكي عن عقل المرأة واتزانها .. ومالذلك من أثر على حياتها الأسرية .. وعلى مستقبل زوجها وأبنائها ..
ومن مثل أولئك الفضليات : السيدة خديجة رضي الله عنها ..
ومالها ولعقلها ومساندتها من أثر بالغ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وهناك نماذج كثيرة في التاريخ يحتذى بها سيأتي ذكرها فيما بعد ..
وأحب أن أخصص هذه الصفحة عن طبيعة العلاقة بين الزوجة وأم زوجها ..
وأثر العقل على هذه العلاقة :
كونى عاقلة تكن حماتك فاضلة
من سنن الله في خلقه أن ينمو كل كائن ويكبر ويستقل ولو نسبيا عن غيره،
ولست أيتها الشابة اليافعة استثناء لهذه القاعدة وهذه السنة،
فبالأمس القريب كنت زهرة يستهويك اللهو واللعب مع أقرانك، ألفت في حضن والديك روابط وعلاقات خاصة وورثت عنهم طبائع وعادات.
وها أنت اليوم تتخطين عتبة الزواج نحو عالم جديد لم تألفيه واٍلى وسط اجتماعي غريب عنك بما فيه وبمن فيه.
فكيف يا ترى ستتصرفين مع أهل زوجك وفي مقدمتهم حماتك ؟
أتحسين بالمعاناة والحيرة في علاقتك بها ؟ هل ترغبين في تحسين هذه العلاقة ؟
تعالي نتواصى بالحق
نعم أختي لقد كرست التقاليد والعادات البالية نوعا من العداء والكراهية بين المرأة وحماتها،
وأججت نارا من الحقد المسبق دونما مبرر في غالب الأحيان، فلتدخلي بالظن الجميل.
إن
من صفات المرأة الفطرية الرفق والرحمة والصبر واللين. فهل هناك أولى بهذا
من حماتك، أم زوجك ومن هي في مقام والدتك أيتها المومنة ؟
نعم ربما تكونين ممن ابتلي بحماة قاسية، ولكن لا تنسي قسوة الزمن عليها وهي التي عانت ويلات الجهل والأمية والحرمان،
وربما
تعسف زوجها وحماتها من قبل، فلا تضيفي إلى مظلوميتها إهمالك ولامبالاتك أو
استفزازك لها، بل أحسني الظن بها، وأكرمي وفادتها عليك واجعليها تحس
بالأمان.
اكتشفي عالمها وتعرفي عليه
إن حماتك أختي امرأة ككل خلق الله، تفرح وتغضب وتخطيء وتصيب، لها محاسن فلا تنكريها واعملي على تقويتها وإبرازها،
ولها عيوب كما لك فغضي الطرف عنها ما أمكنك ولا تتبعيها..
اجعلي
ودها وسيلتك لتقوية رابطة المحبة بينك و بين زوجك، وأظهري له مدى ما
تبذليه لإنجاح علاقتك بأمه، ولا تكوني في أي حال من الأحوال سببا في عقوقه
لها لأن ذلك يورث عقوق أبناءك لك.
يقول رسول الله في حديث رواه الحاكم بإسناد صحيح :
( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ,وعفوا تعف نساؤكم).
والواقع أكبر شاهد على ذلك. ثم لا تنسي أنك حماة الغد، فانظري كيف تودين أن تعاملك زوجة ابنك الذي لا زال في حضنك تناغيه وتلاعبيه.
أدخلي الطمأنينة إلى قلبها وأخرجي منه الشك والارتياب والتوجس، لتزرعي بدل ذلك الثقة والمحبة.
عمقي معرفتك بها واسأليها عن تجربتها الزوجية وعن تربيتها لابنها (زوجك)،
فالحبيب المصطفى يبين لنا كيف أن القلوب جنود مهيأة وعلى أتم الاستعداد للتآلف، وكيف أن التعارف سبيلها لذلك
روى
الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
" الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . "
صحيح البخاري : كتاب أحاديث
تيقني
أختي من أن علاقتك بحماتك- إن كانت النية الخالصة في تحصيل محبتها هي
جوهرها - ستكون من عملك الصالح الذي تسعدين به في الدنيا والآخرة.
******************************